تضجّ مواقع التواصل الاجتماعي بالنقاش حول الكثير من القضايا المجتمعية لاسيما العلاقات الزوجية ومشاكلها، ويأتي موضوع الطلاق في مقدمة هذه القضايا الشائكة في العديد من المجتمعات لا سيّما الغربية.
في مقال اليوم سنطرح قضية ازدياد نسبة الطلاق بين المهاجرين العرب في ألمانيا والأسباب التي تؤدي إلى انهيار العلاقات الزوجية رغم العشرة الطويلة التي كانت ثمرتها أطفال قد يدفعون ثمن طلاق الأبوين لاحقاً، ويتوجب أن لا نلقي اللوم دائماً على المجتمع الجديد وحسب في هذه المسألة تحديداً، بل تقع معظم حالات الطلاق بين الزوجين في ألمانيا نتيجة تراكم المشكلات بينهما سواء المشاكل الاقتصادية أوالاجتماعية المتعلقة بالتقاليد التي نشأو عليها في بلدهم السابق.
فهرس الصفحة: الطلاق حياة جديدة للمرأة
- الطلاق حياة جديدة للمرأة
- العنف الأسري في المجتمع العربي
- الطلاق صدمة للرجل العربي في ألمانيا
- كيف تتم إجراءات الطلاق للوافدين، والعرب في ألمانيا ؟
- كيفية طلاق الأجانب الوافدين في ألمانيا
- النفقة و حضانة الأطفال في القانون الألماني
- نفقة الأطفال بعد الطلاق في ألمانيا
- الالتزامات المالية بعد الطلاق
الطلاق حياة جديدة للمرأة
يبدو هذا العنوان رنّان بالنسبة للمرأة العربية في ألمانيا!
السبب يكمن في اختلاط العديد من النساء العربيات مع مواطنات مطلقات في ألمانيا يتمتّعن بحياة أكثر انفتاحاً من الحياة التي عاشتها المرأة العربية في بلدها الأم.
لاسيّما أن معظم المجتمعات العربية تُلقي اللوم في مسألة الطلاق على المرأة وتفقدها ثقتها بنفسها، حيث تشعر المطلّقة في الكثير من المجتمعات العربية بأنها “وصمة عار”، في المقابل تجد المرأة العربية أن النساء المطلقات في المجتمع الألماني يتمتّعن بحقوق مادية واجتماعية كبيرة مع الحفاظ على مكانتها كأم عازبة في المجتمع، مما يدفع بالعديد من النساء العربيات اللواتي يعانين من الاضطهاد و تفاقم المشاكل الزوجية والأسرية من عدم التردد في طلب الطلاق من الزوج وضمان حقوقهم بعد الطلاق من نفقة وضمان مادي ونفسي لحضانة أطفالهم.
"قد يهمك أيضاً:حقائق عن ألمانيا..بلد التسامح وقبلة المهاجرين"
العنف الأسري في المجتمع العربي
يعتبر كثيرون أن ضرب الزوج لزوجته أمر طبيعي جداً لاسيما في المجتمعات الشرقية المحافظة على أسلوب حياة محدد النمط باستخدام القوة والعنف مع إباحة ضرب الرجل للمرأة بكل قسوة (كنوع من التأديب) ضمن معتقداتهم الفكرية السائدة، ولكن الموضوع يختلف عندما تصل هذه العوائل التي هاجرت لألمانيا مع فكرها المنغلق وتحاول أن تستمر بالعيش بذلك النمط التسلّطي، ولكن هيهات…. هيهات.
فالقانون الألماني كان لهم بالمرصاد ومنح الحرية الكاملة للزوجين في تقديم طلب الحصول على الطلاق خاصة الزوجة المعنّفة، فقد منحها كامل حقوقها في التخلص من الحياة البائسة مع ذلك الزوج الذي لم يقدّرها كإمرأة لها حقوق و امتيازات في القانون الألماني.
الطلاق صدمة للرجل العربي في ألمانيا
لا يمكن أن نكون مجحفين في حق الرجل الشرقي، ففي أحيان كثيرة قد تسعى الزوجة لسبب أو لآخر للحصول على الطلاق، فالمغريات كثيرة في المجتمع الألماني خاصّة فيما يتعلق بالحرية المجتمعية المنفتحة في جميع النواحي، مما يدفع بالمرأة للتخلي عن عاداتها العربية وتقاليدها، الأمر الذي يقع كالكارثة على الرجل الشرقي الذي لا يملك حول ولا قوة أمام صرامة القانون الألماني في مفهومه للحريات.
هذا بالإضافة إلى ما سيتكبده الرجل من تكاليف باهظة عند تنفيذ إجراءات الطلاق وفق التشريعات والقوانين الناظمة له في ألمانيا.
إجراءات الطلاق في ألمانيا
الطلاق في المانيا يتم في حال فشل الزواج وفقاً للمادة 1565 .BGB من القانون الألماني، وكقاعدة عامة هناك فترة انفصال مدّتها سنة واحدة على الأقل، حيث يؤخذ في الاعتبار الانفصال المكاني داخل منزل الزوجية المشترك. ثم يحق للزوجين بعد مرور هذه المدة بتقديم أوراق الطلاق، ولكن الطلاق مكلف جداً في ألمانيا ويستغرق عملية فسخ عقد الزواج وقتاً طويلاً.
و تبدأ إجراءات الطلاق في القانون الألماني بتقديم أحد الزوجين بطلب الحصول على الطلاق، ولا يسمح القانون الألماني بالطّلبات العامة للطلاق، حيث يمثل المحامون الألمان الزوج الذي يطلب الطلاق في التواصل مع محكمة الأسرة الموكلة بأمور الطلاق في ألمانيا، وبعد المراجعات سينظر القاضي في مسائل حجز الأطفال ودعمهم. وتقاسم الممتلكات المشتركة والخدمات الزوجية، و قد تستغرق إجراءات الطلاق ستة أشهر على الأقل، و أحياناً تصل إلى عشرة أسابيع إذا لم يكن هناك متطلبات يتم حسابها للطرفين.
طلاق الأجانب الوافدين في ألمانيا
يسمح القانون الألماني للوافدين الأجانب بالإعلان المشترك عن الطلاق وفقاً لجنسية بلد أي من الزوجين ثم تنفّذ المحكمة في ألمانيا الطلاق وفق أحكام القانون الأجنبي فيها. ومن الضروري البحث عن محامي خلال الطلاق لتوكيله للذهاب لمحكمة الأسرة للبحث في اسباب الطلاق خلال الاجتماعات.
"اقرأ أيضاً: اللجوء واللاجئين في المانيا واهم المساعدات المقدّمة لهم"
النفقة وحضانة الأطفال في القانون الألماني
بعد انفصال الزوجين أو طلاقهما بشكل دائم تظلّ حضانة الأطفال الشرعيين عادةً مشتركة بين الأب والأم، ومع ذلك يتمتّع كلا الوالدين بخيار التقدم بطلب للحصول على حضانة فردية ويمكن الأب الإقرار بالحضانة مع الأم أو رفع دعوى لحضانة مشتركة، كما يستطيع الأب الذي يهتم برعاية الأطفال عادةً أن يقرّر بشكل مستقل احتياجات الأطفال من مستلزمات الحياة اليومية كعادات الطعام والألعاب الرياضية ووقت النوم وفقاً لقانون الأسرة في ألمانيا، إذ تهتم القوانين والتشريعات الألمانية بالحفاظ على التوازن النفسي للأطفال بعد الطلاق وتوفر لهم كل سبل الحماية والرعاية.
نفقة الأطفال بعد الطلاق في ألمانيا
حدّد القانون الألماني النفقة بعد وقوع الطلاق أو الانفصال بين الزوجين كالآتي:
- يتم دفع مبلغ 455 يورو شهريًا للأطفال بين 6 و11 عامًا.
- ومبلغ 533 يورو شهريًا للأطفال بين 12 و 17 عامًا.
- ومبلغ 569 يورو شهريًا للأطفال فوق 18 عامًا.
الالتزامات المالية بعد الطلاق
بعد الطلاق أو الانفصال في القانون الألماني، لا يزال يتعين على كلا الشريكين التزامات مالية تجاه بعضهما البعض وتجاه أطفالهما معًا بما في ذلك مطالبات الإعالة وتعنى بتفاصيلها المحكمة بشكل كبير لمعرفة المبالغ و المدفوعات بما يتلاءم مع دخل كل من الطرفين، فضلاً عن حضانة الأطفال بعد الطلاق في ألمانيا، بالإضافة إلى نفقة تربية الأطفال، فالزوجين ملزمان أيضاً بدفع نفقة لبعضهما البعض إذا لم يستطع أحد الزوجين توفير ما يكفي لهما بعد الانفصال.
وفي نهاية الأمر عزيزي القارئ، جميعنا يعلم علم اليقين أن الطلاق أبغض الحلال عند الله في جميع التشريعات السماوية، لكن إذا استحالت الحياة الزوجية بين الطرفين فليكن التسريح بالإحسان والمعروف هو شعار الإنفصال بين الزوجين مع مراعاة وجود أطفال وتقديراً للعشرة السابقة.
ونحن بدورنا في شركة خزاعي للاستشارات والترجمة نتمنى للجميع حياة زوجية سعيدة، وفي حال احتجتم للمساعدة حول كل ما يتعلق بإجراءات الطلاق في ألمانيا و ما يترتب عليه من حضانة للأطفال والنفقة، فأبوابنا مفتوحة لجميع أسئلتكم واستفساراتكم من خلال احجز استشارة مدفوعة مع أحد المختصين التّابعين لنا عن طريق هذا الرابط: